عبر تعزيز الحوار بشأن المناخ مع الجمهور، كانت مدينة إكسبو دبي الموطن الطبيعي لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28).
شهدت فعاليات مؤتمر المناخ "كوب 28" مشاركة مجتمعية واسعة جعلت منه أحد أكثر نسخ المؤتمر الدولي شمولا وإشراكا للجمهور. وشهد الحدث الذي استضافته دولة الإمارات العربية المتحدة في مدينة إكسبو دبي مبادرات نوعية وانخراطا من مختلف أطياف المجتمع وتعهدات ومساهمات بيئية ملهمة ومبادرات نوعية بمشاركة الزوار وبخاصة الشباب وطلبة المدارس لصنع مستقبل أفضل للجميع.
وفر الحدث منصة لإشراك الأفراد والشركات والمدن والحكومات في تبادل المعرفة، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مستقبل كوكبنا، إذ استقبلت المنطقة الخضراء الجمهور مجاناً ورحبت بكل فرد مهتم بالقيام بدور أكثر نشاطًا في العمل المناخي.
وشارك الزوار في برامج المنطقة الخضراء المتنوعة والجذابة والتي تهدف إلى تحويل الرؤى والأفكار إلى تأثير مفيد عبر المحادثات وورش العمل، وتجارب عالم الميتافيرس، والعروض المناسبة للعائلات ودروس الطهي المستدامة في مزرعة مدينة إكسبو دبي.
قالت مرجان فريدوني، رئيس التعليم والثقافة في مدينة إكسبو دبي: "إن التعاون والتآزر والشمول كانت مبادئ أساسية في إكسبو 2020 دبي وتستمر بكونها أسس العمل لمدينة إكسبو دبي، ونحن على يقين بأن التعاون على جميع مستويات المجتمع أمر أساسي لتصحيح مسار العمل بما فيه مصلحة الناس والكوكب. ولم يقتصر نجاح مؤتمر المناخ "كوب28" على جمع أكثر من 160 من قادة العالم فحسب، بل جمعت المنطقة الخضراء أيضًا مجتمعًا كبيرًا ومتنوعًا من الأشخاص الذين سيكون لهم دور حاسم في قيادة العمل المناخي في المستقبل."
وأضافت: "رغم اختتام مؤتمر المناخ "كوب28" فإن مدينة إكسبو دبي ستواصل تعزيز الوعي والمشاركة، وتشجيع الجمهور على تطبيق حلول هادفة وموجهة نحو العمل المناخي على خيارات حياتهم اليومية."
وعبر برامج متنوعة شملت المعارض الفنية وحلقات النقاش والبرامج التعليمية الترفيهية في المنطقة الخضراء، رحب تيرا - جناح الاستدامة بالزوار من جميع الأعمار للقيام بدورهم في تشكيل مستقبل الناس والكوكب، وعبر برنامج إكسبو للمدارس والمصمم لإلهام الجيل المقبل من المبتكرين وصناع التغيير استقبلت الفعاليات أكثر من 50,000 من طلبة المدارس، وقدم طلبة الجامعات حلولهم المبتكرة التي تركز على المناخ ضمن برنامج الابتكار للجامعات من إكسبو لايف في مدينة إكسبو دبي، واختير 17 مشروعًا للاستفادة من الدعم والتمويل.
كما نظم جناح مدينة إكسبو دبي أكثر من 100 فعالية ومبادرة، هدفت على التحفيز وتعزيز الوعي والفاعلية والعمل عبر جمع الأشخاص والأفكار ضمن برامج تنوعت مواضيعها بين المرونة الحضرية وتمكين المرأة، وقيادة الشباب، وسرد القصص من أجل الكوكب، ومشاركة القطاع الخاص، كما تم تشجيع الزوار على التعهد لصالح الإنسان وكوكب الأرض عبر وعد بدمج إجراءات بسيطة في حياتهم اليومية.
مع أكثر من 60 حوار وورشة عمل وجلسة لتبادل المعرفة، وأكثر من 25 درسًا للطهي باستخدام مكونات مزروعة محليًا، عملت مزرعة مدينة إكسبو - التي تم إطلاقها في مؤتمر المناخ "كوب28" على استقطاب الجماهير، حيث جذبت أكثر من 30 ألف زائر، لتعرفهم بعالم الزراعة المتجددة ومبادئ الاقتصاد الدائري.
وتضم مدينة إكسبو دبي مجموعة حلول متنوعة من البنية التحتية الصديقة للبيئة، حيث يوجد 123 مبنى حاصل على شهادة "لييد"، بما في ذلك سبعة مباني حاصلة على "لييد بلاتينيوم" مما يجسد أعلى إنجاز في تصميم المباني الخضراء، كما صممت وفقًا لمبادئ تخطيط مدينة الـ 15 دقيقة، وتعطي مشاريعها الأولوية للاستدامة البيئية والصحة والرفاهية، ومع خلوها من السيارات، اتيح الوصول بسهولة إلى جميع المراكز والأجنحة وقاعات المؤتمرات والمعارض عبر المنطقتين الزرقاء والخضراء لمؤتمر المناخ سيرًا على الأقدام عبر ممرات مظللة، أو عبر حلول التنقل منخفضة التأثير على البيئة، مثل الدراجات والعربات والقاطرات منخفضة الانبعاثات.